شبهة
(ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُوحِهِ)
(ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُوحِهِ)
نعلم جيدا ان الرسول ﷺ لاينطق عن الهوي في كل تشريع ,وفي كل قول ,لكن اختلط الامر علي البعض ولم يستقيم الامر لديهم ,وظن ان هناك تناقض بين حديث رسول الله ﷺ في نفخ الروح الذي حدد ب120 يوما كما اتفق العلماء علي صحة قولة ,وبين نبض قلب الجنين الذي حدد علميا في اليوم الثاني والعشرين والذي اعتقد البعض اعتقاد جازم ان القلب ينبض بالروح, وان الحديث لايصح عندهم فكيف لقلب ان ينبض قبل نفخ الروح ؟..
الحديث:
( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ أحدَكُم يُجمَعُ خلقُهُ في بطنِ أمِّهِ أربعينَ يوماً ثمَّ يَكونُ في ذلك عَلقةً مثلَ ذلِكَ، ثمَّ يَكونُ مضغةً مثلَ ذلِكَ، ثمَّ يرسلُ الملَكُ فينفخُ فيهِ الرُّوحَ ويؤمرُ بأربعٍ، كلِماتٍ: بكَتبِ رزقِهُ وأجلِهُ وعملهُ وشقيٌّ أو سعيد)
ذهب جمهور الفقهاء من الحنفيّة ,والمالكية, والشافعية,والحنابلة والظاهرية: إلى أنَّ الروح تُنفخ في الجنين بعد مئة وعشرين يوماً أو بعد الأربعين الثالثة الواردة في حديث عبد الله بن مسعود لرسول الله ﷺ
الاجابة:
ان الحيوان المنوي هو حيوان حي ولة تلك الصفات التي يتصف بها الكائن الحي وهي الحركة والحياة والموت, والعلم الحديث يفيد ان الحياة موجودة في المخلوقات الحية منذ البداية ,فاتحاد الحيوان المنوي الحي(الذي اذا تركناة خارجا مات) مع البويضة يكونان حياة النمو والتنقل في الاطوار المعروفة ,بما فيها نبض القلب, وهي حياة تختلف عن حياة نفخ الروح التي تخلق بشرا سويا (ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُوحِهِ),وفي هذة الفترة يماثل الجنين العلقة (الدودة leech) في الشكل الطولي والتعلق والتغذي علي دم كائن اخر وانعدام عمل الجهاز الدوري بالرغم من نبض القلب,وينتقل الجنين من طور الي طور وصولا الي المضغة التي هي عبارة كما وصفها العلماء كالبضعة من اللحم لاشكل
فيها ولا تخطيط ,يكون الجنين بالفعل كتلة معتبرة كالمضغة؛ أي بحجم وهيئة ما يُمكن أن يمضغ وتظهر عليه انبعاجات وعلامات الأسنان نتيجة لتكوين أوليات الفقرات والأعضاء,ثم تلية مرحلة العظام والعضلات وتكوين اوليات الهيكل التي تعتبر معلم بارز في تاريخ الكائن البشري حيث تبدأ الهيئة البشرية في الاتضاح مع تكون العظام في الأسبوع السابع وتتضح أكثر مع تنامي العضلات في الثامن؛ وبنهايته تتكامل جميع أوليات الأعضاء وتنتهي المرحلة الجنينية (Embryonic Stage)التي تبدأ مع بدء طور العلق الذي يمثل البداية الفعلية لتكوين الجنين بالرحم مما يتفق لحديث لرسول الله ﷺ
(إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكاً فصوًّرها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظمها)
التطابق الكامل بين النص النبوي الشريف وبين العلم
ومن ثم تأتي المرحلة الاخيرة وهي مرحلة الحُمَيل وتبدأ هذه المرحلة مع بدء الأسبوع التاسع وتستمر حتى الولادة بعد حوالي 266 يوما منذ تخصيب البويضة وتتصف بالنمو وتعديل الهيئة والتسوية ونفخ الروح ليكون بشرا سويا, ويبدأ الجنين منذا الشهر السابع عشر(120) الذي تنفخ فية الروح باللعب والحركة الارادية داخل الرحم مستخدما الحبل السري الذي يقوم بتحريكة وشدة بصورة متكررة,وتبدأ الدورة الدموية ومجري البول يعملان بكفاءة, ويقوم الجنين بالشهيق والذفيرعن طريق الرئة