الأربعاء، 10 أكتوبر 2018

شبة تناقض قدر اليوم عند الله عز وجل

شبة تناقض قدر اليوم عند الله عز وجل

الآيات الواردة في بيان قدر اليوم عند الله عز وجل نوعان:
النوع الأول : آيات تتحدث عن يوم القيامة وهوله ، وما يكون فيه من أحداث عظام ، وآيات باهرة ، وأنَّ مِن أهواله طول ذلك اليوم بما يعادل خمسين ألف سنة من سني الدنيا ، وهذه الآية هي الآية الرابعة من سورة المعارج ، حيث يقول الله عز وجل : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ . لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ . مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ . تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ . فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا . إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا . وَنَرَاهُ قَرِيبًا . يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ . وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ . وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا ) المعارج/1-10.

ويدل عليه حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلَا فِضَّةٍ لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ ، فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ ، فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ ، كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ ، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ "
رواه مسلم (رقم/987)
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس :
" هذا يوم القيامة ، جعله الله تعالى على الكافرين مقدار خمسين ألف سنة
" "
رواه الطبري في " جامع البيان " (23/602)

والنوع الثاني : آيات لا تتحدث عن طول يوم القيامة ، وإنما تتحدث عن طول الأيام التي عند الله عز وجل ، وقدرها بالنسبة لأيام الدنيا التي نعدها ، وهي الأيام التي يحدث الله فيها الخلق والتدبير ، فبيَّن سبحانه وتعالى أن اليوم عنده يساوي ألف سنة من أيامنا هذه ، وقد جاء ذلك في سورة الحج ، في الآية السابعة والأربعين ، حيث يقول تعالى :
 
 ( وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ )
وجاء أيضا في سورة السجدة ، في الآية الخامسة ، حيث يقول عز وجل :


( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ . يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ . ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ) السجدة/4-6.
ويظهر واضحا من سياق الآيتين هنا أن الحديث فيها عن أيام الله التي يكون فيها خلقه وتدبيره ، فوصفها عز وجل بأن مقدارها يبلغ ألف سنة من أيام الدنيا

شبة ﴿يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصّلْبِ وَالتّرَآئِبِ﴾

شبهة
 ﴿يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصّلْبِ وَالتّرَآئِبِ﴾ 


تحتوي الخِصيتان والمبايضُ عند تخلّقها على الخلايا الأولية التي ينشأ منها الحيوان المنوي عند الذكر و البويضة عند الأنثى، فأصل الإنسان من خلايا موجودة في الخصيتين والمبايض عند كون الوالدان أجنّة.
والعجيب أنَّ الخصيتين والمبايض عند تخلّقها تكون بين منتصف العمود الفَقَريِّ للجنين تقريباً ومقابلِ أسفلِ الضُّلوع أي: بَينِ ٱلصُّلبِ وَٱلتَّرَآئِبِ .
فكل من الخصية والمبيض في بدء تكوينهما يجاور الكلى ويقع بين الصلب والترائب ، أي ما بين منتصف العمود الفقري تقريبا ومقابل أسفل الاضلاع  ومما يفسر لنا صحة هذه النظرية أن الخصية والمبيض يعتمدان في نموهما على الشريان الذي يمدهما بالدم ، وهو يتفرع من الشريان الأورطي في مكان يقابل مستوى الكلى الذي يقع بين الصلب والترائب ، ويعتمدان على الاعصاب التي تمد كلا ً منهما، وتتصل بالضفيرة الأورطية ثم بالعصب الصدري العاشر ، وهو يخرج من النخاع من بين الضلع العاشر والحادي عشر ، وكل هذه الأشياء تأخذ موضعها في الجسم فيما بين الصلب والترائب .
ثم وفي الشّهر السابع من الحمل تخرج هذه الغدد بما فيها من الخلايا الجنسية الأولية وتهاجر إلى الحوض في حال كون الجنين أنثى وإلى كيسِ الصَّفَنِ إن كان ذكرًا حيث الحرارة أقلُّ، وإلا فشلت في إنتاج الحيوانات المنوية مستقبلا. وتكون الخصيتان معرَّضةً للتّحول إلى ورم سرطانيّ إن لم تُكمل رحلتها .
ومع هذا فإن تغذية الخصية والمبيض بالدماء والأعصاب واللمف تبقى من حيث أصلها ، أي من بين الصلب والترائب.
وعليه فإنَّ أصل النُّطَفِ التي خُلق منها الإنسان لما كان أبواه جنينين من الخصية والمبيض اللتين كانتا عند خلقهما بين ظهر الجنين وأضلعه ثم خرجتا الى الحوض أو كيس الصَّفَن. وكلُّ ذلك مصداقٌ لقوله تعالى :
(سَنُرِيهِم ءَايَٰتِنَا فِي ٱلأٓفَاقِ وَفِيٓ أَنفُسِهِم حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُم أَنَّهُ ٱلحَقُّ)

شبهة سجود الملائكة لادم

شبهة سجود الملائكة لادم

سجود العبادة، وسجود الإكرام
  دلائلهما من الكتاب المقدس:
تناولت بعض المنتديات النصرانية ,التي لا تعرف شيئا عن كتابهم المقدس الا الاناشيد والدعاء كعبادة, ان سجود الملائكة لادم يعرينا ويؤكد عدم مصداقية القران, وانها مؤلف وليس من عند الله , وحجتهم في ذلك كيف يأمر الخالق بالسجود لغير ذاتة العلية ,ولهذا ابتغينا ان نوضح جهلهم بنصوصهم المقدسة, التي تبيح السجود بامر الله, ولغير الله تكريما ولله عبادة.
التوضيح:
فالله سبحانه وتعالى هو الذي أمر الملائكة بالسجود. ولم يأمرهم بذلك آدم. ولا يحق له أن يأمرهم. فالأمر بالسجود هنا من الله سبحانه وتعالى، من أطاعه كان عابدا. ومن لم يطعه كان عاصيا.
انواع السجود:
النوع الاول سجود العبادة:
يكون تعظيماً وتقرباً إلى من سُجِدَ لهُ ، وهذا سُجود عبادة ولا يكون إِلاَّ لله وحده في جميع الشرائع .

النوع الثاني سجود التحية والتكريم:
وهذا هو السُّجود الذي أَمَر الله الملائكة به ان يؤدي لآدم فسجدوا له طاعة لله بتنفيذ اوامرة, و تكريماً لادم من قبل الحق عز وجل

دلائل من الكتاب المقدس تؤكد السجود لغير الله تكريما:
موقع الأنبا تكلا تسند حجتنا:
- تعوَّد الناس أن يسجدوا للأسقف احترامًا، باعتباره وكيل الله (تى 1: 7). فهم يسجدون لله في شخصه

سجود بأمر من الله:
  سجود أخوة يوسف له، كان بوحي من الله. وكان مؤيدًا برؤى إلهية حكاها يوسف لوالديه وأخوته. فالأمر إذن متفق مع مشيئة الله، وبتدبير منه.

(تك 37: 7)

  قال لإخوته عن حلمه: "وإذا حزمتي قامت وانتصبت، فاحتاطت حزمكم وسجدت لحزمتي"
(تك 37: 9، 10) وقال لأبويه: "حلمت حلمًا أيضًا. وإذا الشمس والقمر واحد عشر كوكبًا ساجدة لي.. فانتهره أبوه قائلًا: هل نأتي أنا وأمك وأخوتك ونسجد لك"
ومن البركة الإلهية التي نالها يعقوب أبو الآباء، أن يسجد له أخوته، وتسجد له شعوب وقبائل.
هكذا كانت البركة:
(تك 27: 29)

"ليستعبد لك شعوب. وتسجد لك قبائل. كن سيدًا لأخوتك، وليسجد لك بنو أمك"
  ولئلا يظن البعض أن بركة سجود الغير، أو طاعته وخضوعه، كانت في العهد القديم فقط، نأخذ مثلًا واضحًا له في العهد الجديد، في سفر الرؤيا. وذلك في الرسالة إلى ملاك كنيسة فيلادلفيا، حيث قال الرب عن القائلين إنهم يهود، وهم ليسوا يهودا بل يكذبون:(رؤ 3: 9)

"هأنذا أصيرهم يأتون، ويسجدون أمام رجليك، ويعرفون أني أنا أحببتك"
ومادام هؤلاء سيسجدون لراعى كنيسة فيلادلفيا، بأمر إلهي وبمشيئة إلهية، إذن مثل هذا السجود ليس خطية.


قديسون سجدوا للملائكة:
(تك 18: 2)
  "فإبراهيم أبو الآباء رأى ثلاثة رجال، فركض لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد إلى الأرض"

(تك 19: 1)

"فجاء الملاكان إلى سدوم مساء، وكان لوط جالسا في باب سدوم. فلما رآهما لوط قام لاستقبالهما، وسجد بوجهه إلى الأرض
" 
ولم يعترض الملاكان إطلاقا على سجود لوط لهما.
إنه سجود احترام. ولو كان سجود عبادة لمنعاه حتما.

(عد 22: 31)
   "وبلعام لما أبصر ملاك الرب واقفًا " خر ساجدًا على وجهه" 

وحتى لو كان بلعام مخطئًا، لم نسمع أن الملاك منعه من السجود أو وبخه على ذلك، بل وبخه على أنه ضرب أتانه " 


(رؤ 19: 10)
  "إن الملاك الذي سجد له يوحنا، امتنع تواضعًا.
ومن المحال أن تظن أن هذا الرسول العظيم الذي كان من أعمدة الكنيسة، قد خرج عن الإيمان بسجوده للملاك! بل انه منعه الملاك من السجود له
"  (رؤ 22: 8)

 " عاد فسجد للملاك مرة ثانية "
قديسون يسجدون لبشر:

(تك 23: 7، 12).
 
"أبونا إبراهيم مثلا، أبو الآباء والأنبياء: لما اشترى من بنى حث أرضًا لمقبرة، ليدفن زوجته سارة، يقول الكتاب: "فقام إبراهيم، وسجد لشعب الأرض لبنى حث" و"سجد إبراهيم أمام شعب الأرض"
فهل كان سجود أبينا إبراهيم لبنى حث ضد الإيمان؟! فأبونا إبراهيم من أبرز الأمثلة في الإيمان بشهادة الكتاب (عب 11: 8-10).

(تك 33: 3). 
  " وأبونا يعقوب أبو الآباء "سجد إلى الأرض سبع مرات، حتى اقترب إلى أخيه عيسو"
وكذلك سجدت زوجتاه وجاريتاه وأولادهن لعيسو فهل خرجوا جميعًا عن الإيمان؟

(خر 18: 7)
  " وموسى النبي خرج لاستقبال حميه يثرون، وسجد وقبله "(1صم 24: 8)
"وداود النبي سجد أمام شاول الملك لأنه مسيح الرب وقال له: يا سيدي الملك" .  فهل أخطأ موسى النبي العظيم؟ وهل أخطأ داود النبي العظيم، وخرجا عن الإيمان؟!

إن سجود آبائنا إبراهيم ويعقوب وداود وموسى، أمام بشر، كان مجرد احترام وتوقير. ومن المحال أن نتهم إيمان هؤلاء الأنبياء العظام الذين شهد لهم الرب بنفسه.

أنبياء يتقبلون السجود:

داود النبي العظيم:
سجدت له إبيجايل (1صم 25: 23)، وسجد له الرجل العماليقي (2صم 1:2). وسجد له مفيبوشت بن ناثان (2صم 9: 6، 8). وسجدت له المرأة التقوعية (2صم 14: 4). وسجد له صيبا غلام مفيبوشت (2صم 16: 4). وسجد له شمعي بن جيرا (2صم 14: 4). وسجد له صيبا غلام مفيبوشت (2صم 16: 4). وسجد له شمعي بن جيرا (1صم 19: 18). وسجدت له زوجته بثشبع (1مل 1: 16، 31)
  كل هؤلاء سجود احتراما,لدواد, وقبل داود منهم هذا السجود، ولم يعتبره عبادة, بل سجد له ناثان النبي.

قيل عن ناثان النبي أنه: "دخل إلى أمام الملك (داود). ويسجد للملك على وجهة إلى الأرض" (1مل 1: 23 ).
وهنا نرى نبيا يسجد أمام نبى آخر هو ملك ومسيح للرب.
فهل أخطأ هذان النبيان؟ أم أمه سجود احترام؟

وأرونه اليبوسي سجد لداود "فخرج أرونه، وسجد للملك على وجهه إلى الأرض" (2صم 24: 20).
وقيل أيضًا عن اخيمعص بن صادوق الكاهن انه قال للملك داود: سلام، وسجد للملك على وجهه إلى الأرض".

  دانيال النبي قبل السجود من نبوخذ نصر الملك:
يقول الكتاب: "حينئذ خر نبوخذ نصر على وجهه، وسجد لدانيال" (دا 2: 46)
ولم يمتنع دانيال عن قبول السجود.

وإيليا النبي قبل السجود من رئيس الخمسين الثالث:

(2مل 1: 13)
  " فصعد رئيس الخمسين الثالث، وجاء وجثا على ركبتيه أمام إيليا. وتضرع إليه وقال له: يا رجل الله، لتكرم نفسي وأنفس عبيدك هؤلاء الخمسين في عينيك"
  وأليشع النبي قبل السجود من المرأة الشونمية:
وذلك بعد إقامته ابنها من الموت: "فأتت وسقطت على رجليه، وسجدت إلى الأرض. ثم حملت ابنها وخرجت" (2مل 4: 37)
ومن أمثلة سجود الاحترام، سجود الملك سليمان لأمه بثشبع:
"دخلت بثشبع إلى الملك سليمان، لتكلمه عن أدونيا. فقام الملك للقائها، وسجد لها. وجلس على كرسيه، ووضع كرسيًا لأم الملك، فجلست عن يمينه" (1مل 2: 19)
وسليمان الملك، وإن كان قد سجد لبثشبع لأنه أمه، فإنه من الناحية الأخرى اقتبل السجود من أدونيا، الذي رشحه البعض للملك (1مل 1: 53)
  ويوسف الصديق قبل سجود أخوته له:
"فأتى إخوة يوسف وسجدوا له بوجوههم إلى الأرض" (تك 42: 6).
(انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى).
وسجدوا له مرة أخرى (تك 43: 26)، ومرة ثالثة (تك 44: 14) ومرة رابعة (تك 50: 18).
ولم يوبخهم على السجود، ولم يمتنع. كان ذلك شيئًا طبيعيًا كعلامة احترام، أما لو خرج عن هذا المعنى إلى العبادة، لرفضه يوسف الصديق بلا شك.

شبهة (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها)


شبهة
( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا )


بعض أعداء الإسلام يحاولون النيل والطعن في هذا الدين وإثارة الشبه ، فحاولوا تفسير الآية من سورة الإسراء المباركة (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا) (16) , وفق تفسيرات ونظرة مجردة توهم القارئ الغافل ,مدعين  بأن الآية الكريمة تُظهر الله عز وجل وكأنه - تنزَّه الله عن ذلك - الإله الظالم المستبد , وأن إرادته للشر تفوق خيره.
 
 ليس ثمة عاقل يقول إن الأمر في الآية هو الأمر الشرعي للمترفين بالفسق ؛ يعني : أن الله شرع الفسق ، وجعله دينا لهم ، جل الله عما يقول الجاهلون ، وتقدس وتنزه ؛ كما قال تعالى عن نفسه (وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ) الأعراف/ 28
هذة الاية فيها اقوال للعلماء مشهورة ,والصواب الذي يشهد له القرآن ، وعليه جمهور العلماء أن الأمر في قوله (أَمْرُنَا ) هو الأمر الذي هو ضد النهي ، وأن متعلق الأمر محذوف لظهوره . والمعنى : ( أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا ) بطاعة الله وتوحيده ، وتصديق رسله وأتباعهم,فصدوا عن امر ربهم بالطاعة فعصوا وكذبوا رسلة,
(فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ ) أي : وجب عليها الوعيد ( فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ) أي : أهلكناها إهلاكاً مستأصلاً ، وأكد فعل التدمير بمصدره للمبالغة في شدة الهلاك الواقع بهم.
وهذا القول الذي هو الحق في هذه الآية تشهد له آيات كثيرة ، كقوله :
( وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ) .
فتصريحه جل وعلا بأنه لا يأمر بالفحشاء دليل واضح على أن قوله ( أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ ) أي : أمرناهم بالطاعة فعصوا ، وليس المعنى أمرناهم بالفسق ففسقوا ؛ لأن الله لا يأمر بالفحشاء .
ومن الآيات الدالة على هذا : قوله تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ وَقَالُواْ نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلاداً وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ)

شبهة أَمَّا ابْنُ عَمِّي فَهَتَكَ عِرْضِي

شبهة { أَمَّا ابْنُ عَمِّي فَهَتَكَ عِرْضِي }


قال ابن إسحاق : وقد كان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة قد لقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا بنيق العقاب ، فيما بين مكة والمدينة ، فالتمسا الدخول عليه ، فكلمته أم سلمة فيهما ، فقالت : يا رسول الله ، ابن عمك وابن عمتك وصهرك ، قال : لا حاجة لي بهما ، أما ابن عمي فهتك عرضي ، وأما ابن عمتي وصهري فهو الذي قال في بمكة ما قال . قال : فلما خرج الخبر إليهما بذلك ، ومع أبي سفيان بني له . فقال : والله ليأذنن لي أو لآخذن بيدي بني هذا ، ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشا وجوعا ، فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لهما ، ثم أذن لهما ، فدخلا عليه ، فأسلما


فما هو معنى “هَتْك العِرْض” في لغة العرب؟
قال الإمام ابن منظور:
{ وعِرْضُ الرجلِ حَسبَهُ وقيل نفْسه وقيل خَلِيقَته المحمودة وقيل ما يُمْدح به ويُذَمُّ، وفي الحديث إِن أَعْراضَكم عليكم حَرامٌ كحُرْمةِ يومكم هذا، قال ابن الأَثير: هو جمع العِرْض المذكور على اختلاف القول فيه، قال حسان: فإِنَّ أَبي ووالِدَه وعِرْضِي لِعِرْض مُحَمَّدٍ مِنْكُم وِقَاءُ، قال ابن الأَثير: هذا خاصّ للنفس يقال أَكْرَمْت عنه عِرْضِي أَي صُنْتُ عنه نَفْسي وفلان نَقِيُّ العِرْض أَي بَرِيءٌ من أَن يُشْتَم أَو يُعابَ، والجمع أَعْراضٌ وعَرَضَ عِرْضَه يَعْرِضُه واعتَرَضَه إِذا وقع فيه وانتَقَصَه وشَتَمه أَو قاتَله أَو ساواه في الحسَب، أَنشد ابن الأَعرابي وقَوْماً آخَرِينَ تَعَرَّضُوا لي ولا أَجْني من الناسِ اعتِراضا أَي لا أَجْتَني شَتْماً منهم، ويقال لا تُعْرِضْ عِرْضَ فلان أَي لا تَذْكُرْه بسوء }.(3)
وحتى لا يَدَّعِيَ أحدٌ أنه لا يعرف كيف يبحث في كتاب مثل لسان العرب لابن منظور، ولا من أين يحصل عليه، فنستطيع أن نُسَهِّلَ عليه الأمرَ جداً بأن نذكرَ له كتاباً سيجده فِي بيته وَفِي كُلِّ بيتٍ تقريباً وهو كتاب المعجم الوجيز.