الأربعاء، 10 أكتوبر 2018

شبهة سجود الملائكة لادم

شبهة سجود الملائكة لادم

سجود العبادة، وسجود الإكرام
  دلائلهما من الكتاب المقدس:
تناولت بعض المنتديات النصرانية ,التي لا تعرف شيئا عن كتابهم المقدس الا الاناشيد والدعاء كعبادة, ان سجود الملائكة لادم يعرينا ويؤكد عدم مصداقية القران, وانها مؤلف وليس من عند الله , وحجتهم في ذلك كيف يأمر الخالق بالسجود لغير ذاتة العلية ,ولهذا ابتغينا ان نوضح جهلهم بنصوصهم المقدسة, التي تبيح السجود بامر الله, ولغير الله تكريما ولله عبادة.
التوضيح:
فالله سبحانه وتعالى هو الذي أمر الملائكة بالسجود. ولم يأمرهم بذلك آدم. ولا يحق له أن يأمرهم. فالأمر بالسجود هنا من الله سبحانه وتعالى، من أطاعه كان عابدا. ومن لم يطعه كان عاصيا.
انواع السجود:
النوع الاول سجود العبادة:
يكون تعظيماً وتقرباً إلى من سُجِدَ لهُ ، وهذا سُجود عبادة ولا يكون إِلاَّ لله وحده في جميع الشرائع .

النوع الثاني سجود التحية والتكريم:
وهذا هو السُّجود الذي أَمَر الله الملائكة به ان يؤدي لآدم فسجدوا له طاعة لله بتنفيذ اوامرة, و تكريماً لادم من قبل الحق عز وجل

دلائل من الكتاب المقدس تؤكد السجود لغير الله تكريما:
موقع الأنبا تكلا تسند حجتنا:
- تعوَّد الناس أن يسجدوا للأسقف احترامًا، باعتباره وكيل الله (تى 1: 7). فهم يسجدون لله في شخصه

سجود بأمر من الله:
  سجود أخوة يوسف له، كان بوحي من الله. وكان مؤيدًا برؤى إلهية حكاها يوسف لوالديه وأخوته. فالأمر إذن متفق مع مشيئة الله، وبتدبير منه.

(تك 37: 7)

  قال لإخوته عن حلمه: "وإذا حزمتي قامت وانتصبت، فاحتاطت حزمكم وسجدت لحزمتي"
(تك 37: 9، 10) وقال لأبويه: "حلمت حلمًا أيضًا. وإذا الشمس والقمر واحد عشر كوكبًا ساجدة لي.. فانتهره أبوه قائلًا: هل نأتي أنا وأمك وأخوتك ونسجد لك"
ومن البركة الإلهية التي نالها يعقوب أبو الآباء، أن يسجد له أخوته، وتسجد له شعوب وقبائل.
هكذا كانت البركة:
(تك 27: 29)

"ليستعبد لك شعوب. وتسجد لك قبائل. كن سيدًا لأخوتك، وليسجد لك بنو أمك"
  ولئلا يظن البعض أن بركة سجود الغير، أو طاعته وخضوعه، كانت في العهد القديم فقط، نأخذ مثلًا واضحًا له في العهد الجديد، في سفر الرؤيا. وذلك في الرسالة إلى ملاك كنيسة فيلادلفيا، حيث قال الرب عن القائلين إنهم يهود، وهم ليسوا يهودا بل يكذبون:(رؤ 3: 9)

"هأنذا أصيرهم يأتون، ويسجدون أمام رجليك، ويعرفون أني أنا أحببتك"
ومادام هؤلاء سيسجدون لراعى كنيسة فيلادلفيا، بأمر إلهي وبمشيئة إلهية، إذن مثل هذا السجود ليس خطية.


قديسون سجدوا للملائكة:
(تك 18: 2)
  "فإبراهيم أبو الآباء رأى ثلاثة رجال، فركض لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد إلى الأرض"

(تك 19: 1)

"فجاء الملاكان إلى سدوم مساء، وكان لوط جالسا في باب سدوم. فلما رآهما لوط قام لاستقبالهما، وسجد بوجهه إلى الأرض
" 
ولم يعترض الملاكان إطلاقا على سجود لوط لهما.
إنه سجود احترام. ولو كان سجود عبادة لمنعاه حتما.

(عد 22: 31)
   "وبلعام لما أبصر ملاك الرب واقفًا " خر ساجدًا على وجهه" 

وحتى لو كان بلعام مخطئًا، لم نسمع أن الملاك منعه من السجود أو وبخه على ذلك، بل وبخه على أنه ضرب أتانه " 


(رؤ 19: 10)
  "إن الملاك الذي سجد له يوحنا، امتنع تواضعًا.
ومن المحال أن تظن أن هذا الرسول العظيم الذي كان من أعمدة الكنيسة، قد خرج عن الإيمان بسجوده للملاك! بل انه منعه الملاك من السجود له
"  (رؤ 22: 8)

 " عاد فسجد للملاك مرة ثانية "
قديسون يسجدون لبشر:

(تك 23: 7، 12).
 
"أبونا إبراهيم مثلا، أبو الآباء والأنبياء: لما اشترى من بنى حث أرضًا لمقبرة، ليدفن زوجته سارة، يقول الكتاب: "فقام إبراهيم، وسجد لشعب الأرض لبنى حث" و"سجد إبراهيم أمام شعب الأرض"
فهل كان سجود أبينا إبراهيم لبنى حث ضد الإيمان؟! فأبونا إبراهيم من أبرز الأمثلة في الإيمان بشهادة الكتاب (عب 11: 8-10).

(تك 33: 3). 
  " وأبونا يعقوب أبو الآباء "سجد إلى الأرض سبع مرات، حتى اقترب إلى أخيه عيسو"
وكذلك سجدت زوجتاه وجاريتاه وأولادهن لعيسو فهل خرجوا جميعًا عن الإيمان؟

(خر 18: 7)
  " وموسى النبي خرج لاستقبال حميه يثرون، وسجد وقبله "(1صم 24: 8)
"وداود النبي سجد أمام شاول الملك لأنه مسيح الرب وقال له: يا سيدي الملك" .  فهل أخطأ موسى النبي العظيم؟ وهل أخطأ داود النبي العظيم، وخرجا عن الإيمان؟!

إن سجود آبائنا إبراهيم ويعقوب وداود وموسى، أمام بشر، كان مجرد احترام وتوقير. ومن المحال أن نتهم إيمان هؤلاء الأنبياء العظام الذين شهد لهم الرب بنفسه.

أنبياء يتقبلون السجود:

داود النبي العظيم:
سجدت له إبيجايل (1صم 25: 23)، وسجد له الرجل العماليقي (2صم 1:2). وسجد له مفيبوشت بن ناثان (2صم 9: 6، 8). وسجدت له المرأة التقوعية (2صم 14: 4). وسجد له صيبا غلام مفيبوشت (2صم 16: 4). وسجد له شمعي بن جيرا (2صم 14: 4). وسجد له صيبا غلام مفيبوشت (2صم 16: 4). وسجد له شمعي بن جيرا (1صم 19: 18). وسجدت له زوجته بثشبع (1مل 1: 16، 31)
  كل هؤلاء سجود احتراما,لدواد, وقبل داود منهم هذا السجود، ولم يعتبره عبادة, بل سجد له ناثان النبي.

قيل عن ناثان النبي أنه: "دخل إلى أمام الملك (داود). ويسجد للملك على وجهة إلى الأرض" (1مل 1: 23 ).
وهنا نرى نبيا يسجد أمام نبى آخر هو ملك ومسيح للرب.
فهل أخطأ هذان النبيان؟ أم أمه سجود احترام؟

وأرونه اليبوسي سجد لداود "فخرج أرونه، وسجد للملك على وجهه إلى الأرض" (2صم 24: 20).
وقيل أيضًا عن اخيمعص بن صادوق الكاهن انه قال للملك داود: سلام، وسجد للملك على وجهه إلى الأرض".

  دانيال النبي قبل السجود من نبوخذ نصر الملك:
يقول الكتاب: "حينئذ خر نبوخذ نصر على وجهه، وسجد لدانيال" (دا 2: 46)
ولم يمتنع دانيال عن قبول السجود.

وإيليا النبي قبل السجود من رئيس الخمسين الثالث:

(2مل 1: 13)
  " فصعد رئيس الخمسين الثالث، وجاء وجثا على ركبتيه أمام إيليا. وتضرع إليه وقال له: يا رجل الله، لتكرم نفسي وأنفس عبيدك هؤلاء الخمسين في عينيك"
  وأليشع النبي قبل السجود من المرأة الشونمية:
وذلك بعد إقامته ابنها من الموت: "فأتت وسقطت على رجليه، وسجدت إلى الأرض. ثم حملت ابنها وخرجت" (2مل 4: 37)
ومن أمثلة سجود الاحترام، سجود الملك سليمان لأمه بثشبع:
"دخلت بثشبع إلى الملك سليمان، لتكلمه عن أدونيا. فقام الملك للقائها، وسجد لها. وجلس على كرسيه، ووضع كرسيًا لأم الملك، فجلست عن يمينه" (1مل 2: 19)
وسليمان الملك، وإن كان قد سجد لبثشبع لأنه أمه، فإنه من الناحية الأخرى اقتبل السجود من أدونيا، الذي رشحه البعض للملك (1مل 1: 53)
  ويوسف الصديق قبل سجود أخوته له:
"فأتى إخوة يوسف وسجدوا له بوجوههم إلى الأرض" (تك 42: 6).
(انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى).
وسجدوا له مرة أخرى (تك 43: 26)، ومرة ثالثة (تك 44: 14) ومرة رابعة (تك 50: 18).
ولم يوبخهم على السجود، ولم يمتنع. كان ذلك شيئًا طبيعيًا كعلامة احترام، أما لو خرج عن هذا المعنى إلى العبادة، لرفضه يوسف الصديق بلا شك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق