الجمعة، 14 سبتمبر 2018

شبهة شرب بول النبي ﷺ

شبهة شرب بول النبي ﷺ

 

ورد شرب بول النبي ﷺ في حديثين لامرأتين:
الحديث الأول : في شرب " أم أيمن " لبول النبيﷺ ، وقد جاء الحديث من طريق أبي مالك النخعي عن الأسود بن قيس عن نُبيح العَنَزي عن أُمِّ أَيْمَنَ قالت : (قام رسول اللهﷺمِنَ اللَّيْلِ إلى فَخَّارَةٍ في جَانِبِ الْبَيْتِ فَبَالَ فيها ، فَقُمْتُ مِنَ اللَّيْلِ وأنا عَطْشَانَةُ فَشَرِبْتُ ما فيها وأنا لا أَشْعُرُ فلما أَصْبَحَ النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يا أُمَّ أَيْمَنَ قَوْمِي فَأَهْرِيقِي ما في تِلْكَ الْفَخَّارَةِ " قلت : قد وَالله شَرِبْتُ ما فيها ، قالت : فَضَحِكَ ﷺ حتى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ثُمَّ قال " أما إنك لا تَتَّجِعِينَ بَطْنَكِ أبدًا.")
رواه الحاكم في " مستدركه " ( 4 / 70 ) وأبو نعيم في " الحلية " ( 2 / 67 ) والطبراني في " الكبير " ( 25 / 89 ، 90 )
وإسناد الحديث ضعيف ، فيه علتان :
العلة الأولى : الانقطاع بين نبيح العنزي وأم أيمن .
العلة الثانية : أبو مالك النخعي واسمه عبد الملك بن حسين ، وهو متفق على ضعفه .
قال عنه النسائي : متروك ، وقال أبو حاتم : ضعيف الحديث . وقال عمرو بن علي : ضعيف منكر الحديث.
انظر " الضعفاء والمتروكين " للنسائي و" الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم و" تهذيب التهذيب " لابن حجر.
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :
" أبو مالك ضعيف ، ونُبيح لم يلحق أم أيمن"
ورواه أبو مالك النخعي من طريق آخر عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن أم أيمن.
قال الدارقطني – رحمه الله - : " أبو مالك ضعيف ، والاضطراب فيه من جهته "
" العلل " للدارقطني " ( 15 /415 )
الحديث الثاني : في شرب " بَرَكة أم يوسف " لبول النبيﷺ ، وقد جاء الحديث من طريق ابن جُرَيْجٍ قال حَدَّثَتْنِي حُكَيْمَةُ بنتُ أُمَيْمَةَ بنتِ رُقَيْقَةَ عن أُمِّهَا أنها قالت : كان النبي ﷺ يَبُولُ في قَدَحِ عِيدَانٍ ثُمَّ يَرْفَعُ تَحْتَ سَرِيرِهِ فَبَالَ فيه ثُمَّ جاء فَأَرَادَهُ فإذا الْقَدَحُ ليس فيه شَيْءٌ فقال لامْرَأَةٍ يُقَالُ لها " بَرَكَةُ " كانت تَخْدُمُ أُمَّ حَبِيبَةَ جَاءَتْ بها من أَرْضِ الْحَبَشَةِ ( أَيْنَ الْبَوْلُ الذي كان في الْقَدَحِ ؟ ) قالت : شَرِبَتُهُ ، فقال ( لَقَدِ احْتَظَرْتِ مِنَ النَّارِ بِحِظَارٍ)
رواه البيهقي في " السنن الكبرى " ( 7 / 67 ) والطبراني في " الكبير " ( 24 / 189)
وهو حديث ضعيف ؛ لجهالة حُكيمة بنت أميمة قال الذهبي في " ميزان الاعتدال " ( 1 / 587 ) : " غير معروفة " انتهى .
وقال ابن حجر في " تقريب التهذيب " ( ص 745 ) : " حُكَيمة بنت أميمة لا تعرف "
ومع علة الجهالة فإن متن الحديث مضطرب اضطراباً كبيراً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق