السبت، 15 سبتمبر 2018

شبهة كلمة النكاح

شبهة كلمة النكاح
 
 
يستنكر بعض المغرضين من كلمة نكاح التي وردت في كتاب الله فيفسرها تفسير جنسيا بشع مخل لمعناها اللغوي الذي سوف نوضحة ونشرح لماذا استعمل القران هذة الكلمة.
النكاح، لغةً:
الضمُّ والتداخل، ويكون بمعنى التزويج
نَكَحَ الدَّواءُ فلانًا : خامَره وغلبه
نَكَحَ الْمَطَرُ الأَرْضَ : اِخْتَلَطَ فِي تُرَابِهَا
نَكَحَ النُّعَاسُ عَيْنَيْهِ : غَلَبَهُ عَلَيْهِمَا
نكَحَتِ الْمَرْأَةُ : تَزَوَّجَتْ فهي ناكِحٌ ، وناكِحَةٌ (خالطة ومخلوطة)
نَكَحَ الْمَرْأَةَ : تَزَوَّجَهَا / ( فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ )
النساء آية 25
ومن هنا يتضح ان النكاح هو خلط الاشياء المادية مع بعضها لتكون شيئا واحد ملتصق ومترابط مع بعضة البعض , ومن هذا المنطلق يصح ان نقول ان المرأة نكحت الرجل والعكس صحيح,اي التصاقا وتربطا مع بعضهم البعض,فالنكاح وصف للترابط والاختلاط في كل الاشياء بما فيها الجنسية
الفرق بين النكاح والزواج في القرآن
أولا ما هو الزواج:
التزاوج أو المزاوجة في اللغة العربية يشير إلى الإلتصاق بدون فراق وهو للدلالة على الإقتران بين الأشياء سواء إنسان أو حيوان أو جماد، فيقال زوج من كذا، والزواج من الممكن ألا يكون يعني النكاح، فهو قد يعني الإقتران فقط، والدليل على ذلك وصف القرآن الكريم النباتات بالزوج في سورة طه الأية 53 في قوله تعالى “وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى” ، كما أن الزواج يدل على الإقتران بدون إنفصال مثل قوله تعالى ” وإذا النفوس زوجت” سورة التكوير، وكذلك في قوله تعالى “احشروا الذين ظلموا وأزواجهم” وهنا أزواجهم تشير إلى قرنائهم، وهم مرتبطين دون إنفصال،
وهذا السبب في إستعمال القرآن الكريم للفظ النكاح وليس الزواج، لأنه لو إستعمل لفظ الزواج فهذا يشير إلى أن هذا الزواج سوف يكون أبدي دون إنفصال، ولا يمكن أن يفترقا حتى بالطلاق، وإذا إستعمل هذا اللفظ دل ذلك على ان هذا الزواج مثالي وان كلا من الزوجين ملائم تماما للآخر، وهذا الكلام لا يحدث في الكثير من العلاقات الزوجية.
ثانيا النكاح:
لقد إستخدم القرآن الكريم لفظ النكاح للدلالة على الزواج، لأن كل زواج يحدث بين رجل ومرأة فهو عبارة عن نكاح، أما الزواج من الممكن ألا يشير إلى النكاح فهو دائما يشير للإقتران فقط، وقد إستخدم لفظ النكاح في القرآن الكريم للدلالة على الزواج في العديد من الأيات مثل قوله تعالى “ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله” في سورة البقرة الأية 235

، وكذلك في قوله تعالى “وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله” في سورة النور الأية 33، وكذلك في قوله تعالى في سورة الأحزاب الأية 49 في قوله تعالى “يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن”
وهنا نجد أن القرأن قد إستخدم كلمة النكاح وليس الزواج لأن كل نكاح زواج ولكن ليس كل زواج نكاح، ولأن الزواج يستلزم أن يكون الزوجين متماثلين وزواجهم مثالي، ولذلك هناك مرتين فقط قد إستخدم فيهم القرأن لفظ الزواج للدلالة على الزواج، في الحالة الاولى كان لوصف زواج الرسول عليه الصلاة والسلام من زينب بنت جحش في قوله تعالى “فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها” في سورة الأحزاب الأية 37، وهذا لأن زواج الرسول عليه الصلاة والسلام من زينب زواج مثالي، وهو زواج دائم دون إنفصال.
والحالة الثانية عندما وصف القرأن الكريم زواج المؤمن الذي يدخل الجنة من الحور العين، وكان هذا في سورة الطور الأية 20 في قوله تعالى “متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين” وكذلك في قوله تعالى ” كذلك وزوجناهم بحور عين” في سورة الدخان الأية 54، وقد إستخدم الزواج وليس النكاح لأنه زواج دائم.

الخلاصة
مما سبق نجد أن هناك فرق بين النكاح والزواج فالنكاح يعني الزواج بين رجل وإمرأة وهذا الزواج من الممكن أن ينتهي وينفصل الزوجين بالطلاق، ولكن مفهوم الزواج أعم فهو يصف العلاقة بين شيئين مقترنين في علاقة أبدية لا يمكن أن يحدث فيها إنفصال، وهو لا يصف شخصين فقط، وإنما يصف الجماد والحيوان والعديد من المخلوقات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق