شبة محاولة انتحار المعصومﷺ ..
أكذوبة في صحيح البخاري
روى البخاري في الحديث رقم6581 من طريق عبد الرزاق قال: (حدثنا معمر قال الزهري: فأخبرني عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: أول ما بدئ به رسول الله ﷺ من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، فكان يأتي حراء فيتحنث فيه، وهو التعبد الليالي ذوات العدد، ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فتزوده لمثلها، حتى فجئه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فيه فقال: اقرأ، فقال النبي ﷺ: فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: { اقرأ باسم ربك الذي خلق - حتى بلغ - علم الإنسان ما لم يعلم }. فرجع بها ترجف بوادره، حتى دخل على خديجة فقال: ( زملوني زملوني ). فزملوه حتى ذهب عنه الروع.
الحديث قال الزهري في آخره من غير سند:(يعني من هنا) ( وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي ﷺ، فيما "بلغنا",حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدى له جبريل فقال: يا محمد، إنك رسول الله حقا. فيسكن لذلك جأشه وتقر نفسه فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك).
فحديث أم المؤمنين صحيح ثابت، وزيادة الزهري موضوعة مكذوبة على الرسول ﷺ، بل هي من كلام الزهري ، وهو من التابعين لم يدرك تلك الحادثة ، ولم يذكر هو أن أحدا من الصحابة حدثه بها ، ولذا نصَّ على ذلك في الرواية نفسها بقوله : و" فيما بلَغنا" لم تقول عائشة شيئا من هذا الحديث ,انما بلغة بعد انتهاء حديث عائشة الاول, ومن هنا نقول ان الحديث الذي ضم الي حديث عائشة بكلمة "بلغنا" مقطوع الاسناد وغير موصول ولا يعتد بة.
لذلك حذفة الإمام مسلم، حيث روى الحديث بطوله تحت رقم 422 من طريق الإمام الزهري مسقطا زيادته المنكرة. ولولا أنها باطلة معلولة عنده ما أسقطها، فإنه امتاز عن شيخه برواية الحديث تاما كما وصله بواسطة شيوخه. وهذا تصرف إيجابي يحسب للإمام مسلم، فإن جلالة الزهري لم تجعله يتهيب من حذف الخرافة حماية لمقام النبوة. وقد أخطأ البخاري رحمه الله لما أوردها في كتابه، ولا مبرر له إلا أنه كان يصدقها ولا يراها مناقضة للعصمة
قال ابن حجر – رحمه الله - :
ثم إن القائل " فيما بَلَغَنا " هو الزهري ، ومعنى الكلام : أن في جملة ما وصل إلينا من خبر رسول الله ﷺ في هذه القصة . وهو من بلاغات الزهري وليس موصولاً ، وقال الكرماني : هذا هو الظاهر .
" فتح الباري " ( 12 / 359 ) .
وقال أبو شامة المقدسي – رحمه الله - :
هذا من كلام الزهري أو غيره ، غير عائشة ، والله أعلم ؛ لقوله : " فيما بلغنا " ، ولم تقل عائشة في شيء من هذا الحديث ذلك .
" شرح الحديث المقتفى في مبعث النبي المصطفى ﷺ" ( ص 177 ) .
قال الشيخ الألباني رحمه الله :
" هذا العزو للبخاري خطأ فاحش ، ذلك لأنه يوهم أن قصة التردي هذه صحيحة على شرط البخاري ؛ وليس كذلك ، وبيانه أن البخاري أخرجها في آخر حديث عائشة في بدء الوحي ... [ وذكر الرواية السابقة ] .
هكذا أخرجه بهذه الزيادة أحمد ( 6 / 232 - 233 ) وأبو نعيم في ( الدلائل ) ( ص 68 - 69 ) والبيهقي في ( الدلائل ) ( 1 / 393 - 395 ) من طريق عبد الرزاق عن معمر به . ومن هذه الطريق أخرجه مسلم ( 1 / 98 ) لكنه لم يسق لفظه ، وإنما أحال به على لفظ رواية يونس عن ابن شهاب ، وليس فيه الزيادة . وكذلك أخرجه مسلم و أحمد ( 6 / 223 ) من طريق عقيل بن خالد : قال ابن شهاب ، به ، دون الزيادة . وكذلك أخرجه البخاري في أول الصحيح عن عقيل به .
قلت [ القائل هو الشيخ الألباني ] : ونستنتج مما سبق أن لهذه الزيادة علتين :
الأولى : تفرد معمر بها ، دون يونس وعقيل ؛ فهي شاذة .
الأخرى : أنها مرسلة معضلة ؛ فإن القائل : ( فيما بلغنا ) إنما هو الزهري ، كما هو ظاهر من السياق ، وبذلك جزم الحافظ في "الفتح" ...
أكذوبة في صحيح البخاري
روى البخاري في الحديث رقم6581 من طريق عبد الرزاق قال: (حدثنا معمر قال الزهري: فأخبرني عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: أول ما بدئ به رسول الله ﷺ من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، فكان يأتي حراء فيتحنث فيه، وهو التعبد الليالي ذوات العدد، ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فتزوده لمثلها، حتى فجئه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فيه فقال: اقرأ، فقال النبي ﷺ: فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: { اقرأ باسم ربك الذي خلق - حتى بلغ - علم الإنسان ما لم يعلم }. فرجع بها ترجف بوادره، حتى دخل على خديجة فقال: ( زملوني زملوني ). فزملوه حتى ذهب عنه الروع.
الحديث قال الزهري في آخره من غير سند:(يعني من هنا) ( وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي ﷺ، فيما "بلغنا",حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدى له جبريل فقال: يا محمد، إنك رسول الله حقا. فيسكن لذلك جأشه وتقر نفسه فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك).
فحديث أم المؤمنين صحيح ثابت، وزيادة الزهري موضوعة مكذوبة على الرسول ﷺ، بل هي من كلام الزهري ، وهو من التابعين لم يدرك تلك الحادثة ، ولم يذكر هو أن أحدا من الصحابة حدثه بها ، ولذا نصَّ على ذلك في الرواية نفسها بقوله : و" فيما بلَغنا" لم تقول عائشة شيئا من هذا الحديث ,انما بلغة بعد انتهاء حديث عائشة الاول, ومن هنا نقول ان الحديث الذي ضم الي حديث عائشة بكلمة "بلغنا" مقطوع الاسناد وغير موصول ولا يعتد بة.
لذلك حذفة الإمام مسلم، حيث روى الحديث بطوله تحت رقم 422 من طريق الإمام الزهري مسقطا زيادته المنكرة. ولولا أنها باطلة معلولة عنده ما أسقطها، فإنه امتاز عن شيخه برواية الحديث تاما كما وصله بواسطة شيوخه. وهذا تصرف إيجابي يحسب للإمام مسلم، فإن جلالة الزهري لم تجعله يتهيب من حذف الخرافة حماية لمقام النبوة. وقد أخطأ البخاري رحمه الله لما أوردها في كتابه، ولا مبرر له إلا أنه كان يصدقها ولا يراها مناقضة للعصمة
قال ابن حجر – رحمه الله - :
ثم إن القائل " فيما بَلَغَنا " هو الزهري ، ومعنى الكلام : أن في جملة ما وصل إلينا من خبر رسول الله ﷺ في هذه القصة . وهو من بلاغات الزهري وليس موصولاً ، وقال الكرماني : هذا هو الظاهر .
" فتح الباري " ( 12 / 359 ) .
وقال أبو شامة المقدسي – رحمه الله - :
هذا من كلام الزهري أو غيره ، غير عائشة ، والله أعلم ؛ لقوله : " فيما بلغنا " ، ولم تقل عائشة في شيء من هذا الحديث ذلك .
" شرح الحديث المقتفى في مبعث النبي المصطفى ﷺ" ( ص 177 ) .
قال الشيخ الألباني رحمه الله :
" هذا العزو للبخاري خطأ فاحش ، ذلك لأنه يوهم أن قصة التردي هذه صحيحة على شرط البخاري ؛ وليس كذلك ، وبيانه أن البخاري أخرجها في آخر حديث عائشة في بدء الوحي ... [ وذكر الرواية السابقة ] .
هكذا أخرجه بهذه الزيادة أحمد ( 6 / 232 - 233 ) وأبو نعيم في ( الدلائل ) ( ص 68 - 69 ) والبيهقي في ( الدلائل ) ( 1 / 393 - 395 ) من طريق عبد الرزاق عن معمر به . ومن هذه الطريق أخرجه مسلم ( 1 / 98 ) لكنه لم يسق لفظه ، وإنما أحال به على لفظ رواية يونس عن ابن شهاب ، وليس فيه الزيادة . وكذلك أخرجه مسلم و أحمد ( 6 / 223 ) من طريق عقيل بن خالد : قال ابن شهاب ، به ، دون الزيادة . وكذلك أخرجه البخاري في أول الصحيح عن عقيل به .
قلت [ القائل هو الشيخ الألباني ] : ونستنتج مما سبق أن لهذه الزيادة علتين :
الأولى : تفرد معمر بها ، دون يونس وعقيل ؛ فهي شاذة .
الأخرى : أنها مرسلة معضلة ؛ فإن القائل : ( فيما بلغنا ) إنما هو الزهري ، كما هو ظاهر من السياق ، وبذلك جزم الحافظ في "الفتح" ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق