الجمعة، 30 نوفمبر 2018

شبهة أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله

(أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله )


قال الله تعالي :
(وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)( المائدة :87 )
و السؤال المهم هو كالتالي : هل هذا الحديث عام ؟
الجواب بالطبع لا فالحديث ليس عاما ,وكلمة الناس عامة الا انها تفيد الخاص كما سنورد لكم:
 (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا)
 فهل كل الناس مسلمون حتى يذهبوا إلى الحج ؟ طبعاً لا، فالناس هنا تفيد المسلمين فقط
 (وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ)
هل عيسى عليه السلام كَلَّم كل الناس ؟ لا، فقط بني إسرائيل
إذاً علمنا أن الحديث قد لا يفيد العموم، فما الذي يدل أنه فعلاً خاص بعد أن بينَّا أن كلمة (الناس) قد تفيد الخاص
(وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)(البقرة:19)
إذن المسلم يُقاتل كما في الرواية عندما يتم الاعتداء عليه! ويكون قتاله من باب الدفاع عن النفس, وازالة الانظمة الفاسدة التي تمنع الناس من حرية العقيدة وليس اكراة الناس في الدخول في الاسلام
(لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)
(لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ)
 وقوله صلى الله عليه وسلم: (حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله) بيان للغاية التي ينتهي عندها القتال بين المسلمين وبين غيرهم من المشركين،فاذا شهد المعتدي بهذة الشهادة توقف القتال وعصم دمة,والا استمر القتال حتي النهاية بسبب اعتدائة غير المبرر علي المسلمين.
فعلي سبيل المثال نجد ان نصاري مصر,لم يجبروا علي ترك دينهم بعد ازالة الطاغوت الروماني المستعبد لهم ,فأمنهم عمرو بن العاص وتركهم احرار  في كنائسهم, مما جعل اكثرهم  بسماحة الاسلام وامان ابن العاص ان يترك النصرانية ويدخل في الدين الجديد
وكذلك الشأنُ في كلِّ مكان، إنما كانت الحربُ في جهادِ الطلبِ من أجلِ إزالةِ الأنظمة التي تَحول بين الشعوب وكلمةِ الله، فإنْ قَبِلَت هذه الشعوبُ كلمةَ اللهِ فذلك، إخواننا في دينِ اللهِ -جلَّ وعلا-، وإنْ آثرت أنْ تَبْقَى على ما هي عليه فَلَهُم دينُهُم احرار فية لايجبرون علي غيرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق