الجمعة، 30 نوفمبر 2018

شبهة التناقض بين خير امة وجعلناكم امة وسطا

شبهة التناقض بين خير امة وجعلناكم امة وسطا
 
 
يتوهم بعض المغالطين أن هناك تناقضا بين قوله تعالى: ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ) (آل عمران:110).
وقوله -عز وجل-: ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ) (البقرة:143).
ويتساءلون: كيف يثبت القرآن الخيرية لأمة محمد -ﷺ ، ثم يقرر وسطيتها بين الأمم ؟! ويهدفون من وراء ذلك إلى الطعن في القرآن وأنه ليس من عند الله.
وجها إبطال الشبهة:
 1- الأمة المحمدية خير الأمم عند الله -عز وجل-، وهذا ما أكده القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف.
2- المقصود بـ "وسطية أمة محمد -ﷺ-" أنها وسط بين تفريط اليهود باستبدالهم الدنيا بالآخرة، وإفراط النصارى في أمور الدين بالرهبانية التي ابتدعوها المانعة لنعيم الدنيا وملاذتها .
الخلاصة:-
الأمة المحمدية هي خير أمة أخرجت للناس؛ وذلك لأنها هي الأمة التي أمرت بالمعروف ونهت عن المنكر وآمنت بالله -عز وجل-، وهذا ما أكدت عليه آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهذه الخيرية ليست خيرية مطلقة دون قيد أو شرط، بل هي مرتبطة بشروطها السابقة -الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله- فإن تخلف شرط من هذه الشروط فقدت الأمة خيريتها.- معنى الوسطية الذي وصفت به أمة الإسلام يعني: الاعتدال في كل أمور الدنيا والآخرة، فلا يوجد فيها التفريط في الدين من أجل الدنيا كما فعل اليهود، أو الإفراط فيه على حساب الدنيا كما فعل النصارى، وهذه الوسطية هي التي جعلت من أمة الإسلام رقيبا ومهيمنا على غيرها من الأمم، وهذا ما يبدو واضحا في تشريعات الإسلام وتعاليمه في كل مناحي الحياة ومنها: الاقتصادية - الاجتماعية -كالعلاقة بين الرجل والمرأة والواجبات بين الامة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق